اعتقاد ان tafsir ahlam تفسير الاحلام علم لما هو قادم من احداث

ومن كلِّيَّات التعبير أنَّ كلَّ ما كان وعاء للماء فهو دالٌّ على الأثاث، وكلَّ ما كان وعاءً للمال كالصُّندوق والكيس والجراب فهو دالٌّ على القلب، وكلَّ مدخول بعضه في بعض وممتزج ومختلط فدالٌّ على الاشتراك والتَّعاون أو النِّكاح، وكلَّ سقوط وخرور من عُلُوٍّ إلى سفل فمذموم، وكلَّ صُعُود وارتفاع فمحمود إذا لم يجاوز العادة وكان ممَّن يليق به، وكلَّ ما أحرقته النارُ فجائحة وليس يُرجى صلاحُهُ ولا حياته، وكذلك ما انكسر من الأوعية التي لا ينشعب مثلُها، وكلَّ ما خُطف وسُرق من حيث لا يرى خاطفه ولا سارقه فإنَّه ضائعٌ لا يُرجَى، وما عرف خاطفُه أو سارقُه أو مكانُه أو لم يغيب عن عين صاحبه فإنَّه يرجَى عودُه، وكلَّ زيادة محمودة في الجسم والقامة واللِّسان والذِّكر واللِّحية واليد والرِّجل فزيادة خير، وكلَّ زيادة متجاوزة للحَدِّ في ذلك فمذمومةٌ وشرٌّ وفضيحةٌ، وكلَّ ما رُئي من اللِّباس في غير موضعه المختصِّ به فمكروهٌ؛ كالعمامة في الرِّجل والخفِّ في الرأس والعقد في السَّاق، وكلَّ مَن استقضى أو استخلف أو أمر أو استوزر أو خطب ممَّن لا يليق به ذلك نال بلاءً من الدُّنيا وشرًّا وفضيحةً وشهرةً قبيحةً، وكلَّ ما كان مكروهًا من الملابس فخَلِقُه أهونُ على لابسه من جديده، والجوز مال مكنوز؛ فإن تفقَّع كان قبيحًا وشرًّا، ومن صار له ريش أو جناح له مال، فإن طار سافر.
وو عليك مراجعة بعض المواقع المعتمدة في تفسير الاحلام مثل التالية

https://www.facebook.com/tafsir.ahlam.maroc
http://fatwa.islamweb.net/Fatwa
وبالجملة فما تقدَّم من أمثال القرآن كلّها أصول وقواعد لعلم التَّعبير لمن أحسن الاستدلال بها، وكذلك مَن فهم القرآن؛ فإنَّه يُعبر به الرُّؤيا أحسن تعبير، وأصولُ التَّعبير الصَّحيحة إنَّما أخذت من مشكاة القرآن؛ فالسَّفينة تُعبَر بالنَّجاة؛ لقوله تعالى: }فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ{، وتُعْبَرُ بالتِّجارة، والخشب بالمنافقين، والحجارة بقساوة القلب، والبيض بالنساء، واللِّباس أيضًا بهنَّ، وشرب الماء بالفتنة، وأكل لحم الرجل بغيبته، والمفاتيح بالكسْب والخزائن والأموال، والفتح يُعبَر مرَّةً بالدُّعاء ومرَّةً بالنَّصر، وكالمالك يرى في محلة لا عادةَ له بدخولها يُعبَر بإذلال أهلها وفسادها، والحبل يُعبَر بالعهد والحقّ والعضد، والنُّعاس قد يعبَر بالأمن.

والبقل والبصل والثَّوم والعدس يعبَرُ لمن أخذه بأنَّه قد استبدل شيئًا أدنى بما هو خير منه؛ مال أو رزق أو علم أو زوجة أو دار، والمرض يُعبَرُ بالنِّفاق والشَّكّ وشهوة الرِّياء، والطفل الرَّضيع يُعبر بالعدو؛ لقوله تعالى: }فَالْتَقَطَهُ آَلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا{، والنِّكاح بالبناء، والرَّماد بالعمل الباطل؛ لقوله تعالى: }مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ{، والنور يُعبَر بالهدى، والظُّلمة بالضَّلال، من ههنا قال عمر بن الخطَّاب لحابس بن سعد الطَّائر وقد ولَّاه القضاء، فقال له: «يا أمير المؤمنين إنِّي رأيت الشَّمسَ والقمرَ يقتتلان، والنُّجوم بينهما نصفين». فقال عمر: مع أيهما كنت؟ قال: مع القمر على الشَّمس، قال: كنت مع الآية الممْحُوَّة؛ اذهب فلست تعمل لي عملاً، ولا تقتل إلَّا في لبْس من الأمر. فقتل يوم صفِّين، وقيل لعابر: رأيتُ الشَّمسَ والقمرَ دخلا في جَوفي، فقال: تموت. واحتجَّ بقوله تعالى: }فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ * وَخَسَفَ الْقَمَرُ * وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ * يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ{.

وقال رجلٌ لابن سيرين: رأيتُ معي أربعةَ أرغفة خبز فطلعت الشَّمسُ، فقال: تموت إلى أربعة أيَّام، ثم قرأ قولَه تعالى: }ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا * ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا{، وأخذ هذا التَّأويل أنَّه حمل رزقه أربعةَ أيام، وقال له آخر: رأيت كيسي مملوءًا أرضة، فقال: أنت ميت. ثم قرأ }فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ{، والنخلةُ تدلُّ على الرجل المسلم وعلى الكلمة الطَّيِّبة، والحنظلة تدلُّ على ضدِّ ذلك، والصَّنم يدلُّ على العبد السُّوء الذي لا ينفع، والبستان يدلُّ على العمل، واحتراقُه يدلُّ على حبوطه؛ لما تقدَّم في أمثال القرآن، ومن رأى أنَّه ينقض غزلاً أو ثوبًا ليعيده مرَّةً ثانيةً فإنَّه ينتقض عهدًا وينكثه، والمشي سويًّا في طريق مستقيم يدلُّ على استقامته على الصِّراط المستقيم، والأخذ في بُنَيَّات الطَّريق يدلُّ على عُدوله عنه إلى ما خالَفَه، وإذا عرضت له طريقان ذات يمين وذات شمال فَسَلَك أحدَهما فإنَّه من أهلها، وظهور عورة الإنسان له ذنبٌ يرتكبه ويفتضح به، وهروبُه وفرارُه من شيء نجاة وظفر، وغرَقُه في الماء فتنة في دينه ودنياه، وتعلُّقُه بحبل بين السَّماء والأرض تمسُّكه بكتاب الله وعهده واعتصامه بحبله؛ فإن انقطع به فارَقَ العصمةَ؛ إلَّا أن يكون وَليَ أمرًا؛ فإنَّه قد يقتل أو يموت.

فالرُّؤيا أمثالٌ مضروبةٌ يضربها الملك الذي قد وكَّله اللهُ بالرُّؤيا ليستدلّ الرَّائي بما ضرب له من المثل على نظيره، ويَعبر منه إلى شبهه؛ ولهذا سُمِّي تأويلُها تعبيرًا؛ وهو تفعيلٌ من العبور؛ كما أنَّ الاتِّعاظَ يُسمَّى اعتبارًا وعبرةً لعبور المتَّعظ من النَّظير إلى نظيره.

ولولا أنَّ حكمَ الشَّيء حكمُ مثله وحكمَ النَّظير حكمُ نظيره لبطل هذا التَّعبير والاعتبار، ولما وَجَدَ إليه سبيلاً، وقد أخبر الله- سبحانه- أنَّه ضرب الأمثالَ لعباده في غير موضع من كتابه، وأمر باستماع أمثاله، ودعا عبادَه إلى تعقُّلها والتَّفكير فيها، والاعتبار بها؛ وهذا هو المقصودُ بها. انتهى كلامُ ابن القَيِّم.

وقال القرطبيُّ- رحمه الله- عن طرق تعبير الرُّؤيا: (وقد قال علماءُ أهل العبارة أنَّ لها أربعة طرق:

أحدهما: ما يُشْتَقُّ من الأسماء كما ذكرناه آنفًا؛ (إشارةً إلى حديث أنس، قال: قال رسول الله r: رأيت ليلةً فيما يرى النَّائم كأنَّا في دار عقبة بن رافع فأتينا برُطب من رطب ابن طاب، فأوَّلتُ الرِّفعة لنا في الدُّنيا والعاقبة في الآخرة، وأنَّ دينَنا قد طاب)([1]). رواه مسلم.

وثانيهما: ما يُعتبر مثالُه ويُمَيَّزُ شكلُه؛ كدلالة معلِّم الكتاب على القاضي، والسُّلطان وصاحب السجن ورأس السَّفينة.

وثالثهما: ما يعبره المعنى المقصود من ذلك الشَّيء المرئيِّ؛ كدلالة فعل السَّفر على السَّفر وفعل السُّوق على المعيشة وفعل الدَّار على الزَّوجة والجارية